التحديات البيئية في ظل التغيرات المناخية

10 أغسطس 2021
التحديات البيئية في ظل التغيرات المناخية

وطنا اليوم _ نسيبة المقابلة

تغيُّر المناخ والتدهور البيئي يمثلان تهديداً كبيراً على صحة الانسان والكائنات الحية ويهدد التنوع البيولوجي؛ كما يؤثر سلباً على البيئة بشكل عام .

حيث اوضحت الدراسات ان زيادة درجة الحرارة تؤثر على الانسان ومتوسط عمره وعلى الصحة العامة.

وقدّ آن الأوان للتفكير بجدية بتطوير البنيه التحتيه لإستيعاب تغير المناخ البيئي عن السنوات السابقة، وإن أردنا تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فعلينا أن نعمل بجرأة من أجل الحد من احتمالات تسبب التدهور البيئي وتغير المناخ في النزاعات، وأن نلتزم بحماية كوكبنا من آثار العجز الناتجة عن الحرب .

تحدّث أستاذ الأراضي والمياه أ.د. طالب أبو شرار عن مناخ الأردن وأهم التحديات البيئية التي تواجهة وقال يمتاز مناخ بلاد الشام بتناقص حاد من مياة الأمطار بإتجاه الشرق مما يتناقص تدريجياً بإتجاه الجنوب وعليه تتدنى معدلات الأمطار في منطقة معان لتصل إلى نحو 50 ملليمتر سنوياً وهي دون معدلات الأمطار في أكثر الصحاري جفافاً .

يقع الشريط الجبلي الضيق المطل على
أخدود الأردن والممتد من أم قيس شمالاً إلى مرتفعات السلط جنوباً في المدى المناخي المصنف بالشبه الجاف؛ حيثُ تعادل مساحة هذا الشريط نحو 5 آلاف كيلومتر مربع من مجمل مساحة الأردن البالغة نحو 90 ألف كيلومتر مربع .

وعلى الرغم أن الحديث عن التصحر في الأردن هو حديث حالم ألا أن معظم مساحة الأردن ليست سوى منطقة صحراوية فقط؛ لأن من يعبر الطريق من سحاب إلى الأجفور (H _ FOUR) أو من زيزيا إلى العقبة سيلاحظ إنعدام الغطاء النباتي على مدار فصول السنة .

وللتذكير فإن ري المزارع المقامة في الصحراء الأردنية مستمد من المياه الجوفية الناضبه والمُتملحة بمرور الوقت .

ووضحّ أبو شرار أن قبل إنشاء خط سكة حديد الحجاز كانت سفوح التلال المُطلة على الصحراء مكسوة بأشجار البلوط المقاوم للجفاف والذي حقق لنفسه موطئ قدم في تلك البيئة القاحلة عبر آلاف السنين لكن الحاجة إلى الحطب المستخدم في مراجل القطارات البخارية آنذاك أدى إلى الإحتطاب الجائر تاركاً تلك التلال جرداء ومعرضة لإنجراف التربة والفيضانات العارمة عند هطول القليل من المطر بسبب ضعف نفاذية التربة .

وفي هذا السياق بيّن أهم ما تتمثل به التحديات البيئية التي يواجهها الأردن منها :

_ انجراف التربة الذي يزيل الطبقة السطحية الخصبة من التربة ويترك ما هو أسفل منها الذي يكون غالباً بناء شبه صخري أو حجري لا يعتبر بيئة صالحة لنمو النبات .

_ زوال الغطاء النباتي الناجم عن الرعي الجائر المتزامن مع انجراف التربة .

_ تدني معدلات أمطار الشتاء وانخفاض عدد مرات الهطول المطري .

_ تلوث التربة بالعديد من الملوثات العضوية والكيميائية مثل مياه الصرف الصحي غير المعالجة والمخلفات الصلبة ومتبقيات مبيدات الآفات في الأراضي الزراعية بل والعديد من الأدوية التي لا يتم تمثيلها في جسم الإنسان وتخرج مع الفضلات بذات الصورة الكيميائية لينتهي بها المطاف في مياه الصرف الصحي الخارجة من محطات المعالجة والمستخدمة في الري الزراعي .

_ تردي نوعية الهواء الذي أصبح مشبعاً بالغبار والجسيمات العالقة الأخرى كالدخان والغازات الضارة كأكاسيد النيتروجين والكبريت .

_ إرتفاع حرارة الجو صيفاً بسبب الجفاف والملوثات الغازية التي تمتص الأشعة الحرارية ولا تسمح بنفاذها إلى طبقات الجو العُليا .

كما أن التحولات البيئية الضارة تجعل عملية تصحيح أي خلل بيئي عملية صعبة ومكلفة مثل إعادة تشجير بعض المناطق الواعدة بالإضافة إلى تدني نسبة النجاح بسبب الجفاف؛ هنالك تحديات جسيمه مثل رعي الأشتال أو الإتلاف المُتعمد والعابث .

فيما لفتّ أبو شرار إلى أن مساهمة الأردن في عمليات التصحيح البيئي عالمياً خاصة زيادة مساحة الغطاء النباتي على كوكب الأرض هي مساهمة ومحكومه بتواضع امكانياته؛ كما هو حال الدول الصغيرة سكانياً وجغرافياً مقارنةً بإمكانيات الدول الكبرى اقتصادياً وسكانياً وجغرافياً مثل الولايات المتحدة والصين والبرازيل .

وأكد أن على الفرد المحافظة على البيئة وتعزيز الغطاء النباتي لغايات الترفيه والحفاظ على البيئة المحلية وديمومتها واثرائها .

بدوره تحدّث أستاذ العلم والبيئة أ.د.محمد الفرجات عن التغير المناخي وكيفية التعايش معه وانعكاساته وقال التغير المناخي ينعكس على الناحية الإقتصادية ووفرة فرص العمل مما يؤدي إلى زيادة الفقر والبطالة والذي يدعو إلى دق ناقوس الخطر و و وضع الحلول المناسبه؛ مما يتطلب من البلديات والسلطات المحليه في المحافطات والمجالس التنظيمية التشديد على قضية استغلال الاراضي الزراعية و الحد من الزحف العمراني عليهم والحفاظ على الثروة الزراعية .

وأضاف أن المملكة الأردنية جزء لا يتجزأ من العالم ولا من الكوكب مما يتطلب علينا العمل ضمن الاتفاقيات الدولية والحد من تأثير انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة التغيرات المناخيه والتوجه الى تكنولوجيا الطاقة واستخدام مودات طاقة امنه مثل الطاقه الشمسية و الرياح والتكنولوجيا .

فيما لفتّ الفرجات إلى آثار التعايش مع التغير المناخي منها: التعايش مع القضايا اليوميه التي ظهرت نتيجة آثار التغير المناخي كظهور أنواع الأفاعي السامه في المنطقة مثل افعى فلسطين، والحد من آثار خطر الفياضانات وتحويل الفياضانات لمياه مستفاده مثل عملياات الحصاد المائي

وأشار الفرجات أن ظهور الأمراض الناتجه عن آثار التغيرات المناخيه؛ يستدعي تكثيف الدراسات حول هذا الموضوع والتعايش مع هذا الأمر، مُبيناً أن التغير المناخي أدى إلى زيادة الجفاف في المملكة مما يؤثر على النمو الخصري والذي يشكل خطر أساسي على الأمن الغذائي في المملكة .

وبحسب دراسة أصدرها منتدى النضهة لعام 2020 عن إمكانية الظواهر المناخية أن تسبب امراض وراثية تؤثر على جوانب مختلفة من حياة الإنسان
موضحاً بأن التغيرات التي تحدث في الطقس والمناح هي في الأساس لتحدي لنظام المناعة لدينا ونظامنا الهيكلي _ العضلي، حيثُ أن أجسامنا تعتاد على مناخ معين أي عند تغير المناخ يتعين على اجسامنا محاولة التكيف معه تلقائياً .

وذكرت الدراسة العديد من الأمراض التي يسببها التغير المفاجئ في الطقس عندما تجدّ أجسامنا الصعوبة في التكييف مع المناخ ومنها: التهابات وأمراض الجهاز التنفسي العلوي، مشاكل الجيوب الانفية والحلق المزمنه، الربو الموسمي والتهاب الشعب الهوائية الناتجة عن الهواء البارد، الحساسية الموسمية من حبوب اللقاح، تفشي البرد والانفلونزا، إصابات العضلات والمفاصل .

وأكدت أن الاحترار العالمي يؤدي إلى ظهور ظواهر “اللينو” المتطرفة التي تحدث تغيرات هيدرولوجية تؤدي بدورها إلى ظهور العديد من الأمراض المنقولة بالمياة والنواقل مع تعزيز نمو مسببات الأمراض .

فيما يعتقد العلماء أنه خلال فترات الجفاف، تسمح بقايا المياه الراكده لناقلات الحشرات بزيادة اعدادها بينما تؤدي الفيضانات ورطوبة التربة إلى إطالة فترات التكاثر، لذلك، قدّ يصاب البشر إما بشكل مباشر من خلال لدغات أو لعاب الحيوانات المصابة “انتقال حيواني المنشأ”، أو بشكل غير مباشر عن طريق ناقلات “التي تعمل كمضيف وسيط” التي تنقل مسببات المرض .

وشدّدت الدراسة أن العلماء توصلوا من خلال تحليلهم بأن تفشي وباء كورونا المرتبط بمرض كوفيد 19 قدّ حدث من خلال انتقال حيواني المنشأ بسوق كبير للمأكولات البحرية في مدينة ووهان الصينية والذي اعقبه “انتقال بشري” من انسان إلى أخر .

ويذكر أن معدل درجة حرارة الأرض ارتفع بمقدار 0.8 درجة مئوية منذ سنة 1880 وحتى الآن .